في 30 من شهر نوفمبر 2019 غادرا ابناءي الديار ، وككل الشباب كانت وجهتهم اوروبا وبالتحديد ايطاليا. ركبو قوارب الموت ،انتظرت ساعات وايام وشهور مكالمة من ابناءي تطفء اللهيب الذي بصدري ، لكن للاسف لم يحصل ذلك ، ولمدة ستة اشهر وانا في عذاب وحيرة كبيرة ، بمن ساتصل؟ ومن يستطيع يا ترى ان يمدني باخبارهم.؟ توالت الشهور ، الى ان وصلتنا اخبار وصور تدمي القلوب ، انها صور ابناءي وتقول الصحف الايطالية بانهم وجدو الجثث على حافة البحر بسيسيليا. انها الطامة الكبرى بالنسبة لي والى العاءلة وحتى الاصدقاء ، انها كارثة بما في الكلمة من معنى ،تلاشت افكاري. احسست بان العالم توقف ، و الحياة كذلك ،فلا طعم للحياة بالنسبة لي من دون ابناءي . مرضت وبقيت اياما واياما لا اكل ولا نوم ولا اكترث بما يدور من حولي ، فعقلي لم يستوعب بعد موت ابناءي. لكنني قررت بعدها ان احمع قوايا واعرف ما حصل لابناءي ،وكيف لي ان اقوم بترحيلهم ودفنهم في أرض الوطن. مع كل الالم ، والحزن ،والصعوبات، استطعت بقيام بكل ما يجب فعله من اجل ابناءي. الامر صعب جدا لكن حب الام لاطفالها يفوق كل شيء وكل الصعاب ،انه الم وفقدان ومرارة تلازمني واتعايش معها ،لكن علينا كامهات وعاءلات الموتى والمفقودين ان نناصل الى اخر يوم في حياتنا من اجل الحقيقة والعدالة